اعمال فنية عالمية

اعمال فنية خالدة :



الفردوس
 للفنان الأمريكي المعاصر جيفري بيدريك

 Jeffrey Bedrick
 Elysium






ولد جيفري بيدريك في العام 1960 ولقيت موهبته الفنية اعترافا مبكرا، أي منذ حوالي منتصف السبعينات.
 انتج الفنان لوحات فنيه كثيرة تعالج مواضيع متعددة ومتنوعة، كما أقام معارض عديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
 وبيدريك مصنف ضمن قائمة اشهر ألفي فنان ومصمم في القرن العشرين.
 لوحته "الفردوس" هي اشهر أعماله الفنية وأكثرها رواجا وتداولا، وهو في اللوحة يجمع بين تأثيرين مختلفين: الأول يتمثل في أسلوب فنان الفانتازيا الكبير ماكسفيلد باريش، والثاني أسلوب زميله السوريالي نك هايد.
 فكرة هذه اللوحة استمدها الفنان من الأسطورة الإغريقية القديمة عن حدائق الفردوس Elysian Fields التي يذكر هوميروس أن بها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من صنوف المتع والملذات.
 وطبقا للأساطير اليونانية يقع الفردوس في أقصى الطرف الغربي من الأرض على ضفاف نهر اوقيانوس.
 في تلك البقعة التي يذهب إليها الصالحون والأتقياء بعد موتهم لا عواصف ولا ثلج ولا حرارة ولا برد، بل هواء منعش معتدل تحمله نسائم المحيط، وأنهار من حليب وعسل وبساتين من أعناب وفاكهة من كل صنف ولون.
 والفردوس هو مستقر الأرواح وارض الأبطال والشعراء والكهان الذين لا يموتون بل يحيون حياة أبدية.
 هنا عاش اخيل مستمتعا بالصيد والطعام والشراب الوفير، وفي حدائق الفردوس كان يتجول هرقل بصحبة غيره من الأبطال والشعراء مستمتعين بالمروج الخضراء والفاكهة اللذيذة والهواء المنعش الواهب للحياة وأشعة الشمس الأرجوانية وأنغام الموسيقى التي تتردد أصداؤها في سماء الفردوس.
 من الواضح أن حدائق الفردوس تشبه ما رسخ في أذهان معظم الناس عن الجنة، فلا يدخلها سوى كل تقي صالح، أما الأشرار الفاسدون فيذهبون إلى "تارتاروس" حيث يتعرضون هناك لعذاب النار الأبدية.
 في اللوحة المتوهجة بالأزرق وظلاله، تبدو الجنة معلنة أمجاد الإله، والسماوات لاهجة بجمال صنع يد الخالق، وكأن العالم الروحي يشبه في بهائه وتساميه العالم الطبيعي، حيث الجبال والمروج والتلال والأنهار والحدائق والسهول والبحيرات.
 والفارق الوحيد بين العالم الروحي والطبيعي هو أن عناصر العالم الأول ليست ثابتة أو استاتيكية وإنما محكومة بخصائص عالم الروح.
 تحدث عن حدائق الفردوس الكثير من الفلاسفة والكتاب أمثال هوميروس وفرجيل ودانتي وفريدريش شيللر وأطلق الفرنسيون هذا الاسم على اكبر شوارع عاصمتهم: الشانزيليزيه Champs-Elysées
 لوحة الفردوس لجيفري بيدريك حققت رواجا كبيرا في فترة وجيزة، بسبب فرادة موضوعها وجمال تنسيق العناصر والألوان فيها وعلى نحو يبعث في النفس الراحة والسكينة.
__________________


طائر في الفضاء
 للنحات الروماني كونستانتين برانكوزي. 

 Constantin Brancusi
 Bird in Space









ليلة جدا هي الأعمال التجريدية التي تحولت من كونها آنية وعصرية لتصبح تحفا فنية خالدة تتحدى عوامل النسيان والتقادم
 لكن منحوتة طائر في الفضاء للنحات الروماني برانكوزي نجحت في ذلك التحدي بامتياز
 فكل ما في هذا العمل التجريدي يضفي شعورا بالتحليق والفخامة والجلال
 هذه القطعة الفنية البديعة هي من النوع الذي يحرر عقل الإنسان ويحلق به ذهنيا ونفسيا
 وكما هو الحال في أعمال برانكوزي، فإنه جرى صقل وتنعيم النحاس إلى أن ذابت مادية التمثال في لمعانه البرونزي المنعكس
 ومن الواضح أن تطلعات الفنان الروحية وتوقه للتسامي فوق العالم المادي وقيوده الكثيرة تجسدت في هذا العمل النحتي الجميل
 ولد كونستانتين برانكوزي في رومانيا عام 1876 ثم انتقل إلى باريس حيث عمل لبعض الوقت مع النحات الفرنسي الشهير رودان
 تأثر الفنان في البداية بالأعمال الانطباعية لكنه لم يلبث أن اختط لنفسه أسلوبا فنيا خاصا به
 توفي برانكوزي في العام 1957
__________________


مسافر فوق بحر من ضباب
 للفنان الألماني كاسبار ديفيد فريدريش

 Caspar D. Friedrich
 Wanderer above the Sea of Fog





معظم المشهد محجوب عن أنظارنا. والمسافر هنا مكشوف جزئيا فقط. إذ أننا لا نراه إلا من الخلف، وليس هناك ما يدل على حقيقة تعابيره سوى طريقته في الوقوف التي ربما تكون المؤشر الوحيد على مزاجه
 يقول نقاد الفن إن الشخص الواقف أمامنا هو الفنان نفسه، لكن كل ما نراه هو رجل غارق في لقاء تأملي مع الطبيعة. والطبيعة هي الأخرى لا تكشف سوى عن جزء يسير منها هنا، ورحلة المسافر إلى هذا المكان توفر له أفقا أوسع وأوضح مما هو متوفر اسفل، ومع ذلك ليس هناك وضوح تام
 إذ يتعذر رؤية ما وراء الضباب وان كان بالإمكان محاولة التنبؤ بما يخفيه
 ولد الفنان كاسبار فريدريش كاسبار فريدريش في دريسدن في العام 1798 ، وطوال حياته كان شخصا تقيا متأملا مع شئ من التشاؤم والسوداوية
 توفيت أمه وهو في السابعة من عمره وبعد ست سنوات توفي شقيقه بينما كان يحاول إنقاذ كاسبار من الغرق
 هذا الحادث ترك آثرا عميقا على شخصية هذا الفنان الكبير، فظل طوال حياته واقعا تحت هاجس الموت والطبيعة والخالق
 وفي بقعة منعزلة من الطبيعة الجميلة وجد كاسبار بعض العزاء والإلهام
 كان يسافر إلى ساحل البلطيق ويزور منطقة الجبال هناك، ويبدو أن تلك المناظر الجليلة وفرت له موضوعات غنية للرسم
 وخلال أسفاره كان فريديريش يرسم لوحات ذات موتيفات محددة مثل أقواس قزح واشجار السنديان الضخمة الخ
 وحيث انه وهب القدرة على ملاحظة الطبيعة وتأملها فقد كان ميالا للتعبير عنها بعيني مؤمن تقي، وهذا التعبير انتج لوحات ذات قوة تعبيرية وروحية هائلة
 وأشهر لوحات فريدريش على الإطلاق هي هذه اللوحة التي تشعر الإنسان بالتوق القوي واستدعاء الذكريات والأحلام والتطلعات البعيدة
 في اللوحة يركز الفنان على عناصر التباين، والطبيعة هنا لا تكشف عن أي جمال ظاهري ملفت، بل تعمد الفنان التأكيد على رؤيته الخاصة لوظيفة الفن، وهي إبراز الطريقة التي تجعلنا من خلالها الطبيعة نتوق لشيء لا يمكن بلوغه، ألا وهو الجنة الكامنة في طفولتنا
 وفي جميع أعماله تقريبا يؤكد فريدريش على أن الموت لا ينتظرنا في المقبرة فقط، انه يترصدنا خلف السحب الداكنة أو أمام قارب اختفى نصفه في السديم أو وراء المدخل المؤدي إلى أعماق الغابة
 أسهمت لوحات كاسبار فريدريش وموسيقى بيتهوفن معا وبشكل كبير في التعبير العميق عن الرومانتيكية الالمانية

 لوحات أخرى :

 الصباح




Solitary Tree


__________________


إتصال الذاكرة
 للفنان الإسباني سلفادور دالي

 Salvador Dali
 The Persistence of Memory










في شهر نوفمبر من العام 1988 دخل الملك خوان كارلوس إلى أحد مستشفيات مقاطعة كاتالونيا الإسبانية ليعود سلفادور دالي أحد اعظم الفنانين في التاريخ. جلس الملك ووضع يده فوق يد الفنان الذي قال بصوت هامس: اعد جلالتكم بأنني متى ما شفيت فإنّني سأرسم ثانية لكم ولمملكة إسبانيا.
 غير أن وعد دالي لم يتحقق أبدا إذ سرعان ما توفي بعد بضعة اشهر بعد أن دبّ الوهن في جسمه ويديه وأصابته أعراض مرض باركنسون.
 كان سلفادور دالي بنظر بعض النقاد اعظم فناني العالم قاطبة بينما ينظر إليه البعض الآخر باعتباره شخصا معتوها ومهرجا وغريب الأطوار! ويشير بعض النقاد إلى أن دالي كان قد مات معنويا قبل ذلك وبالتحديد عندما توفيت غالا زوجته الوفية وملهمته وتوأم روحه. وفي سيرته وأعماله وأقواله العديدة نجده دائم الحديث عن غالا باعتبارها "المرأة التي تدعوني إلى السماء".
 كان دالي بالإضافة إلى لاواقعيته وسورياليته المفرطة وحديثه المتضخّم عن الذات فنانا متعدّد المواهب. فهو لم يكن يرسم اللوحات فقط وانما كان نحّاتا وحفارا بارعا وكان إيراد اسمه أو توقيعه كافيا لإنعاش السوق واشتداد الطلب على السلع التي يشتغل على دعاياتها وملصقاتها.
 وكان يقول دائما: ارغب في شيئين، أن احبّ غالا والا أموت مطلقا!. وعندما ماتت غالا عاش بقية حياته مشتّت الذهن حزينا دامع العين وكان يرتدي عباءة وثيابا بيضاء دلالة على حزنه الأبدي عليها.
 من اشهر أعمال دالي لوحته المسماة "اتصال الذاكرة" التي أنجزها في العام 1931م. بدأ دالي رسم هذه اللوحة بمنظر طبيعي لساحل البحر في مقاطعة كاتالونيا، ثم ضمّن الرسم مشاهد لثلاث ساعات جيب منصهرة على إحداها ذبابة، بالإضافة إلى ساعة رابعة يفترسها النمل. وفي وسط اللوحة وتحت إحدى الساعات المذابة يظهر معصم يد على هيئة وجه بشري مشوّه.
 الفكرة التي أراد دالي إيصالها من خلال هذه اللوحة هي أن الزمن اقل صلابةً مما يفترضه الناس عادة..
 وكان دالي قد رسم هذه اللوحة اثر حلم رآه بعد أن تناول عشاء خفيفا من الجبنة الطرية. ولهذا السبب تبدو الساعات طرية لدرجة الذوبان.
 هذه اللوحة أصبحت منذ نهاية ثلاثينات القرن الماضي جزءا من الثقافة الشعبية الأوربية والغربية بعامة، حيث تمّ توظيفها في أعمال أدبية ومسرحية وسينمائية واعلانية كثيرة.
 قبل وفاة سلفادور دالي بأيام أفضى لبعض أصدقائه بوصيته وكانت وصية غريبة فقد طلب منهم ألا يدفنوه بجوار غالا خلافا لوصيته السابقة بل أن يحنّطوا جثته ويضعوها قرب القبة البلورية في متحفه و يحيطوها بأشيائه الثمينة ومن بينها سيارته الكاديلاك.
 السنة الماضية كانت سنة سلفادور دالي في أسبانيا، حيث تصادفت مع الذكرى المئوية لوفاة هذا الرسام الكبير الذي ملأ الدنيا وشغل الناس طيلة قرن كامل.

 Salvador Dali, Persistence of Memory
__________________


عربة القشّ
 The Hay wain

 للفنان البريطاني جون كونستابل
 John Constable



لوحة أخري من اكثر الأعمال الفنية شهرةً واحتفاءً في بريطانيا. رسم جون كونستابل "عربة القشّ" في العام 1821، وفيها يصوّر منظرا طبيعيا في مقاطعة سافولك حيث ُولد ونشأ.
 كان كونستابل يهتمّ بتصوير مظاهر الحياة في الريف الإنجليزي، وقد قضى سنوات عديدة مسافرا في أرجاء الريف ومتأملا جمال الطبيعة ومترجما مشاهداته إلى لوحات وألوان تنبض بالحياة.
 في اللوحة تظهر عربة يجرها حصانان وهي تمشي الهوينا عبر مياه النهر. وفي المروج البعيدة إلى أقصى اليمين ظهرت مجموعة من دارسي القشّ وهم يعملون. في هذه اللوحة تتجلى مقدرة الفنان في توزيع الألوان والظلال والكتل والتحكّم بدرجات الضوء، كما تظهر براعته الفائقة في تمثيل الغيوم على نحو خاص.
 عند عرض اللوحة لاول مرة لم تلاق ِ كبير استحسان في بريطانيا. لكن بناءً على إلحاح صديقه الفرنسي متعهّد الفنون، قام جون كونستابل بنقل اللوحة إلى فرنسا. وفي صالون باريس حظيت بإعجاب ملك فرنسا الذي منح الفنان ميدالية ذهبية تقديرا لموهبته.
 أثناء حياته لم يحقق جون كونستابل سوى القليل من الشهرة في بلده. ولم يلفت أسلوبه الكلاسيكي في رسم مناظر الطبيعة انتباه الكثيرين. لكنه اليوم يعتبر أحد اكثر الفنانين البريطانيين تميّزا، بل يمكن اعتباره اعظم فناني بريطانيا الذين تخصّصوا في تصوير الطبيعة أثناء الحقبة الرومانسية.
 بعض النقّاد يشيرون إلى أن طريقة تمثيل كونستابل للطبيعة تذكّر إلى حدّ كبير بتفاصيل الطبيعة التي تتضمنها قصائد وليام ووردزوورث اشهر شعراء بريطانيا الرومانسيين.
 كان كونستابل زميلا للفنان جوزيف تيرنر أثناء دراستهما في الأكاديمية الملكية، لكنهما لم يصبحا صديقين أبدا. وقد كان كونستابل يرفض التصوير البانورامي للطبيعة، بل كان يفضّل الإمساك بتأثيرات الضوء المتغيّر وأشكال الغيوم المتحرّكة في سماء الريف. لذا لم يكن مستغربا أن ُيلقب ب "فنّان الغيم".
 توفي جون كونستابل في العام 1837، والى اليوم ما يزال الكثير من تفاصيل المواقع، التي تضمّنتها هذه اللوحة وغيرها من أعماله، ماثلة للعيان.
__________________


العروس
 La Mariee

 للفنان الفرنسي مارك شاغال
 Marc Chagall





من أهم السّمات التي تميّز لوحات مارك شاغال تلك المسحة من السوريالية والفنتازيا المرحة التي تخاطب اللاوعي، وتعمُّد الفنان تضمين أعماله بعض اللمسات الشاعرية التي لا تخلو من غرابة أحيانا.
 ولد شاغال في روسيا ثم هاجر إلى فرنسا في الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث قضى في باريس بقيّة حياته.
 وقد نقل الفنان في الكثير من أعماله جوانب من ذكرياته عن مظاهر الحياة في قريته الروسية الصغيرة حيث ولد، كما ضمّن بعضها الآخر تفاصيل لأحداث مرّ بها في حياته الخاصة.
 وبالإضافة إلى اشتغاله بالرسم، أنجز شاغال رسوما إيضاحية لبعض الأعمال الأدبية الكلاسيكية. كما أن ثلاثا من لوحاته الضخمة تزيّن كلا من سقف دار الأوبرا في باريس وردهة أوبرا المتروبوليتان في نيويورك.
 لوحة العروس يعتبرها النقّاد افضل أعمال شاغال وأكثرها شهرة، وهي تصوّر فتاة في ثوب زفاف احمر لامع، وبيدها باقة من الورد.
 في هذه اللوحة تتجلّى مقدرة الفنان في اختياره المتميّز للون والشكل. وهي صفة اكتسبها من التعبيرية الروسية، التي زاوج في باريس بينها وبين الأسلوب التكعيبي الفرنسي.
 بالإضافة إلى الفستان الأحمر القشيب، هناك الوشاح الأبيض المنسدل على رأس الفتاة. أما خلفية اللوحة فهي عبارة عن مزاوجة فريدة بين الألوان الرمادية والزرقاء.
 والجانب الفنتازي في المشهد يبدو جليا في صورة الخروف الذي يعزف الموسيقى، والسمكة التي تضرب على ما يشبه الدفّ، والرجل الواقف عند رأس الفتاة محاولا في ما يبدو تعديل الوشاح على رأسها لجعلها تبدو في احسن صورة.
 وفي الزاوية البعيدة ثمّة بناء ربما كان كنيسة، على اعتبار أن الكنيسة عنصر أساسي في مراسم الزواج.
 تم توظيف هذه اللوحة في أعمال أدبية وشعرية وموسيقية مختلفة، كما ظهرت في مشاهد من أفلام سينمائية كان آخرها فيلم نوتنغ هيل Notting Hill..
 المعروف أن شاغال كان يهتمّ كثيرا بتصوير المشاهد الدينية، وله العشرات من الأعمال الفنية التي تستند في مضامينها إلى قصص من الإنجيل والعهد القديم.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة